هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 الدفاع عن الحبيب صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امير بزمن حقير
متميز استحق التقدير
امير بزمن حقير


عدد الرسائل : 25
العمر : 32
الموقع : www.alsharg.com
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الدفاع عن الحبيب صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: الدفاع عن الحبيب صلى الله عليه وسلم   الدفاع عن الحبيب صلى الله عليه وسلم Emptyالسبت فبراير 20, 2010 7:20 am

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه خير ثواباً، وخير أملاً، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، لا يزال ربنا براً رحيماً، عفواً كريماًً، بعباده خبيراً بصيراً، من يهده الله فلن تجد له مضللاً أبداً، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً، فرداً صمداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أحسن الناس خلقاً وخلقاً، وعبادة وورعاً، وزهداً وتقوىً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير ألٍ وأفضل صحباً، وسلم تسليماً مديداً كثيراً...أما بعد:
فأكرم الله البشرية، بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، حيث أخرجها الله من الظلمات إلى النور، ومن الذل إلى العز، ومن المهانة إلى الكرامة، ومن الجهل إلى العلم، أبطل عادات الوثنية، وقضى على معالم الشركية، وغير الكرة الأرضية، من ظلم وجور، واستعباد وتكبر، إلى عدل ومساواة، وتواضع وتسامح ومساماة، أنقذ الله به الناس من النار، إلى الجنة دار القرار، فأليس لهذا النبي الكريم علينا حقوقاً نقوم بها، ومساعٍ نشكره عليها، وعرضاً نذب عنه، وقولاً ندافع به، وهو القائل - صلى الله عليه وسلم -: " من ردّ عن عِرْض أخيه المسلم، كان حقاً على الله - عز وجل - أن يردّ عنه نار جهنم " [أخرجه أحمد، والترمذي وحسنه، وابن أبي الدنيا، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه -]، فإذا كان هذا في حق بقية الناس، فكيف بحق النبي - صلى الله عليه وسلم -، الذي ظهرت للناس معجزاته، وبانت لمتبعيه محبته وشفقته ورأفته، وتبين للمسلمين رحمته وعطفه، فحري بكل مسلم، بل واجب على كل مسلم ومسلمة، أن يدافع عنه، ويذب عن عرضه المصون، وينافح ويناضل أهل المجون، بل ويقاتل من أجل حقوقه إذا انتهكت، وسيرته إذا انتقصت، وصورته إذا تشوهت، كل بما آتاه الله من الاستطاعة.
فمن كان يحب محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فليحب من يحب المصطفى، ويبغض من أبغض الحبيب المجتبى، فعلى ذلك يجب بغض الكفار الذين أساءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقطع دابرهم، والانتقام منهم، مع ما أعده الله لهم من العذاب والوبال، قال الله - تعالى -: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة61].
وقال - سبحانه -: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} [الأحزاب57].
فيجب على كل مسلم أن يرفع راية الجهاد للدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولهم في ذلك قدوة، وحكم من أحكام المصطفى:
أخرج أبو داود وصححه الألباني من حديث ابنُ عَبّاسٍ - رضي الله عنهما -: أنّ أعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمّ وَلَدٍ تَشْتِمُ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ، قالَ: فَلَمّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَشْتِمُهُ، فَأَخَذَ المِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا، فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ، فَلَطَخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدّمِ، فَلَمّا أصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِلنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَمَعَ النّاسَ فَقَالَ: أنْشُدُ الله رَجُلاَ فَعَل مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقّ، إلاّ قامَ، قالَ: فَقَامَ الأعْمَى يَتَخَطّى النّاسَ، وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! أنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتِمُكَ، وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَنْهَاها فَلاَ تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلَ اللّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً، فَلَمّا كَانَ الْبَارِحَةَ، جَعَلَتْ تَشْتِمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَخَذْتُ المِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتّى قَتَلْتُهَا، فَقَالَ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: " ألاَ اشْهَدُوا إنّ دَمَهَا هَدْرٌ ".
وعن جابرِ بنِ عبدِ الله - رضي الله عنهما -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مَن لكعبِ بنِ الأشرف، فإنه قد آذَى اللهَ ورسولَه؟ قال محمدُ بنُ مَسلمةَ: أتحب أن أقتلَهُ يا رسولَ الله؟ قال: نعم، قال فأتاهُ فقال: إن هذا ـ يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ـ قد عَنّانا وسألنا الصدَقة، قال: وأيضاً واللهِ لتَمَلُّنَّهُ، قال: فإنا اتَبعناه فنكرَهُ أن نَدَعَه حتى ننظُرَ إلى ما يَصيرُ أمرُه، قال: فلم يَزَل يكلِّمهُ حتى استَمكنَ منه فقتله " [أخرجه البخاري، وهو في الصحيحين بأطول من ذلك].
ومثل هذا الحديث كثير، تدل على وجوب قتل من سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا خلاف بين العلماء في وجوب قتل من سبه - صلى الله عليه وسلم -.
أيها المسلمون: محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - دين ندين الله به، وسبه ردة وكفر، ومن انتقصه أو آذاه أو لمزه أو غمزه فدمه هدر.
سب النبي - صلى الله عليه وسلم - منكر، ولابد للمنكر أن يُنكر، أخرج ابن ماجة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم ".
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ".
فإن لم ننكر المنكر، فإننا نخشى العقوبة من الله، لاسيما من يستطيع إزالة المنكر من ولاة الأمر، والعلماء، وكتاب الصحف، والأئمة وغيرهم، وهل هناك منكر أعظم من سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، الذي هو ركن من أركان الإيمان، فهو داخل في الإيمان بالرسل، ومن أنكر نبياً أو سبه فهو كافر مرتد، يجب قتله بدون استتابة، وهاهي الحجة قد قامت على أفراد الأمة ليبينوا مدى حبهم لنبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وهاهي الفرصة قد سنحت، لنري الله من أنفسنا خيراً، فقد تجرأت صحف دولة الدنمارك على سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والاستهزاء به، والتنقص من قدره، وقد ذهبت وفود سفراء الدول العربية والإسلامية إلى رئيس الدولة الذي أبى مقابلة الوفد متذرعاً، بأن عمل الصحيفة يكفله القانون تحت حرية التعبير والرأي.
فيا أمة المليار مسلم ويزيدون، ماذا تنتظرون! وقد أهين نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، من قبل دولة كافرة، يرعاها اللوبي الصهيوني، تدعي كذباً وزوراً أنها تكفل حرية الأديان، وتدعي التحضر والتمدن في البلدان، والرقي بالمعايير الغربية، وهي تضمر العداء والكراهية للإسلام وأهله سراً وعلانية، قال - تعالى -: " قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الأيَـاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ " [آل عمران 118].

----------------------
لقد تجرأت الصحف الكافرة، ووسائل الإعلام الفاجرة في التعدي على الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، إما بتعليق قذر، أو برسم كاريكاتير وقح، أو من خلال فلم متسخ، يقطر منه سم العداء، ويظهر من خلاله قالب الحقد الدفين، لهذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، يشوهون صورته، ويدنسون حياته، ويسيئون لفطرته ودينه الذي جاء به، قاتلهم الله أنى يؤفكون، وتعالى رسول الله عما يقولون.
رموه بالإرهاب وهو منه براء، كيف يرمون الحبيب الرحيم، بصفة إبليس اللعين، وسيرته - عليه الصلاة والسلام - كلها شفقة ورحمة حتى بالكفار، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللّهِ، وعَلَيْهِ رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ. فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ. فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً. نَظَرْتُ إِلَى? صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللّهِ وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ. مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللّهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ. فَضَحِكَ. ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ " [أخرجه مسلم]، عن ابن عمر قال: " وُجِدَتْ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةٌ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - فَنَهَىَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " [أخرجه الجماعة إلاَّ النسائي]. وعن رياح بن ربيع: " أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ الَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَمَرَّ رِيَاحٌ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ مِمَّا أَصَابَتِ الْمُقَدِّمَةُ، فَوَقَفُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا يَعْنِي وَهُمْ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ خَلْقِهَا حَتَّى لَحِقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ فَأَفْرَجُوا عَنْهَا، فَوَقَفَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - فَقَالَ: مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ، فَقَالَ لأَحَدِهِمْ: الْحَقْ خَالِداً فَقُلْ لَهُ لاَ تَقْتُلُوا ذُرِّيَةً وَلاَ عَسِيفاً " [أخرجه أحمد وأبو داود].
قال الخطابي - رحمه الله - في معالم السنن: " في الحديث دليل على أن المرأة إذا قاتلت قتلت، ألا ترى أنه جعل العلة في تحريم قتلها لأنها لا تقاتل، فإذا قاتلت دل على جواز قتلها ".
وعن أَبي بردة عن أَبي موسى قال: لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حُنَيْنٍ، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصّمة، فقتل دريد ـ وهو رجل كبير فاق المائة سنة ـ وهزم الله أصحابه.
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار: " فالنهي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتل الشيوخ في دار الحرب، ثابت في الشيوخ الذين لا معونة لهم على شيء من أمر الحرب، من قتال ولا رَأْي، وحديث دريد على الشيوخ الذين لهم معونة في الحرب، كما كان لدريد، فلا بأس بقتلهم وإن لم يكونوا يقاتلون لأن تلك المعونة التي تكون منهم أشد من كثير من القتال، ولعل القتال لا يلتئم لمن يقاتل إلا بها، فإذا كان ذلك كذلك، قتلوا ".
وعن أنس: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -، لاَ تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً، وَلاَ طِفْلاً صَغِيراً، وَلاَ امْرَأَةً، وَلاَ تُغْلُوا، وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ، وَأَصْلِحُوا، وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [أخرجه أبو داود].
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ: " اخْرُجُوا بِاسْمِ اللَّهِ تَعَالَى?، تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ، وَلاَ أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ ".
وعن ابن كعب بن مالك عن عمه: " أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - حِينَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ بِخَيْبَرَ نَهَى عَنْ قِتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " [نيل الأوطار].
قال ابن عبد البر - رحمه الله - في التمهيد: " أجمع العلماء على القول بهذا الحديث، ولم يختلفوا في شيء منه، فلا يجوز عندهم الغلول ولا الغدر ولا المثلة ولا قتل الأطفال في دار الحرب ".
ومن تأمل تلكم النصوص الشرعية، ودقق النظر، وأمعن البصر، وتأصل وتبصر، وترك التعصب، ليدرك رحمته - صلى الله عليه وسلم - بأمته، وحتى الكفار غير الحربيين، بل حرم التعرض لهم بأي أذى، وتوعد المسلم بشديد العقوبة إذا ما سولت له نفسه، وقتل بريئاً من الكفار المعاهدين والمستأمنين، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرو - رضي الله عنهما -، عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: " مَن قَتلَ مُعاهِداً لم يرحْ رائحةَ الجنة، وإِنَّ ريحَها توجَدُ من مَسيرةِ أربعين عاماً " [أخرجه البخاري]، و- صلى الله عليه وسلم -: " ألاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِداً، أوْ انْتَقَصَهُ، أوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أوْ أخَذَ مِنْهُ شَيْئاً بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [أخرجه أبو داود وغيره، وصححه الألباني برقم 2655 في صحيح الجامع].
فأي إرهاب دعا إليه - عليه الصلاة والسلام -، وهو الرحيم الشفيق الرؤوف بالناس، قال - تعالى -: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة128].
لقد تشدقت أفواه الكفار وتشققت، جراء سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعليهم من الله ما يستحقون من العقوبة، والنكال والبلاء والفتن والمحن، وأذاقهم الله سوء العذاب، وبؤس العقاب.
وهذا شيء من رحمته - صلى الله عليه وسلم - بالكفار، وتحذيره من قتلهم من غير سبب، فهل بعد ذلك يتشدقون بسبه والاستهزاء به، ولكن ليس بعد الكفر ذنب، فاللهم ألبسهم لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، ودمر اقتصادهم، وأهلكهم بالقحط والسنين، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، ياذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم.

----------------------
أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قبَّلَ رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم - الحسنَ بن عليٍّ وعندَهُ الأقرعُ بن حابس التميميُّ جالساً فقال الأقرعُ: إنَّ لي عشرةً من الوَلَدِ ما قبَّلتُ منهم أحداً، فنظر إليهِ رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: " من لا يَرحمُ لا يُرحَم ".
وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ لاَ يَرْحَمِ النَّاسَ، لاَ - يرحمه الله - " [متفق عليه].
بل جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو قال: قرأت في التوراة صفة محمد: " محمد رسول الله عبدي ورسولي، سميته المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر ".
فهذا شيء يسير من كثير من رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - ببني الإنسان، مسلمهم وكافرهم، فأين العنف وأين الشدة والتطرف التي زعم الكفار أنه دعا إليها، فليأتوا بصدق على دعوتهم، وبينة على زعمهم، ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً، فأذاقهم الله عذاباً وبيلاً، إن الإرهاب والإرعاب هو ما تفعله دول الكفر بمواطنيها، وما تقترفه من انتهاك لحقوق الإنسان في كل بلد إسلامي، واستهانة بالجسد البشري، والحق الإنساني، ولقد أوردت وسائل الإعلام المختلفة على مدى سنوات عديدة، ما يحصل للمسلمين العزل على أيدي الكفرة، من قتل وذبح وتمثيل وتقطيع وتشويه واغتصاب وتعذيب وأذية، ووالله لا ينكر ذلك حتى الكفار أنفسهم، وما لقيه المسلمون في كوسوفا والبوسنة والهرسك على أيدي الصرب لهو أعظم دليل، ثم تبعه ما حصل للشيشان على أيدي الروس، وما يحصل للمسلمين في الفلبين والنيجر ونيجيريا وإندونيسيا لهو أمر فظيع غليظ، مقابر جماعية، واغتيالات عدوانية، وتعصبات دينية وطائفية، وما تبثه وسائل الإعلام اليوم من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في أفغانستان، والعراق، وفلسطين، لهو أمر تدمع له المقل، وتموت له القلوب، كل ذلك حقداً دفيناً على الإسلام وأهله، ألا وإن ما ينادي إليه الغرب الكافر من تحرر من قيود الشريعة الإسلامية، كنبذ الحجاب، وخلع الجلباب، وقتل الحياء، وخروج المرأة كاسية عارية، ودعوة إلى الدعارة، وشرب الخمور، وتغيير المناهج، وانتشار الفضائيات بسعر زهيد، في مقابل إدخال مشاهد المجون والرقص، ومناظر الغناء والمسلسلات الفاضحة، والبرامج الفاسدة، لهو ضربة قاسية في عقر دار المسلمين، كل ذلك لإبعاد الناس عن دينهم، حتى تصبح الحرية العامة المطلقة هي شعار سكان الكرة الأرضية، فإن حصل ذلك، ولن يحصل بحول الله وقوته، فهناك سيغضب الله على أهل الأرض كلهم، ويلعنهم، وينزل بأسه بهم، وعقوبته عليهم، فوالله ليس بينهم وبين الله واسطة ولا رحم، إلا الخوف منه - سبحانه -، وتقواه ظاهراً وباطناً، واسمعوا قول الله - عز وجل - لما عذب قوم لوط على فعلتهم الشنيعة الفظيعة وأنزل بهم عقوبة رادعة، قال - سبحانه -: {مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود83]، وقال - سبحانه -: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود102]، فعلى جميع المسلمين أن يعودوا إلى دينهم، وينفضوا عن رؤوسهم غبار تقليد الكفار، واتباع الفجار، فذلك طريق الفلاح والفوز برضى الله - عز وجل -.
ومن اقتفى أثر الكفار ومسلكهم، ورضي بخطئهم فهو الطريق الممهد إلى جنهم وبئس المصير، فاتقوا الله أيها المسلمون، وتمسكوا بدينكم، واتبعوا سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، تفوزون، وتتغلبون وتنتصرون على أعدائكم من شياطين الإنس والجن، قال ربكم جل شأنه: {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران160]، ولن تنصروا الله - عز وجل - بالقتال معه - سبحانه - صفاً واحداً، بل تنصرون الله بنصر دينه، والتمسك بكتابه، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهجر المعاصي، وترك الذنوب، والبعد عن الآثام، وتطهير القلوب من أدرانها، والبيوت من فسادها، والأحياء من سفهائها، فإن فعلتم ذلك فقد نصرتم الله، وحُق لكم نصر الله، قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد7].


----------------------
ووالله لقد ظهرت شفقته - صلى الله عليه وسلم - حتى بالحيوان والطير، فضلاً عن بني الإنسان، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنَّا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في سَفَرٍ، فانطلَقَ لحاجتِه، فرأينا حُمَّرةً معَها فرْخانِ، فأخذْنا فرخَيها، فجاءَتِ الحُمَّرةُ، فجعلتْ تُفَرَّشُ، فجاءَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: " مَنْ فجَّعَ هذِه بوَلدِها؟ رُدُّوا ولدَها إِليها "، ورأى قريةَ نمْلٍ قد حرَّقْناها، قال: " مَنْ حرَّقَ هذِه؟ "، فقُلنا: نحنُ، قال: " إِنَّه لا ينبغي أنْ يُعذِّبَ بالنَّارِ إِلاَّ ربُّ النَّارِ " [أخرجه أبو داود وصحح إسناده النووي في رياض الصالحين].
وعن شَدَّادِ بنِ أوسٍ - رضي الله عنه - قال: ثِنْتَانِ حَفِظْتُهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحسانَ على كُلِّ شَيْءٍ، فإذا قَتَلْتُمْ فَأْحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذا ذَبَحْتُمْ، فأَحْسِنُوا الذَّبحَ، ولْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ولْيُرِحْ ذَبِيحْتَهُ " [أخرجه مسلم].
ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا جمل فلما رأى النبيّ حن إليه وذرفت عيناه، فأتاه النبيّ فمسح ذفرته فسكن فقال: " مَنْ رَبُّ هذا الْجَمَلِ ؟ لِمَنْ هذا الْجَمَلِ؟ " فجاء فتى من الأنصار، فقال: هو لي يا رسول الله، فقال: " أَلا تَتقي الله في هذِهِ البَهيمَةِ الّتي مَلَّكَكَ الله إِيّاها، فَإِنَّهُ شَكا لي أَنَّكَ تُجيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " [أخرجه أبو داود وغيره وصححه الحاكم].
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما -: " أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - لَعَنَ مَنْ اتَّخَذَ شَيْئاً فِيهِ الرُّوحُ غَرَضاً " [متفق عليه].
وعن أنس - رضي الله عنه -: أَنَّهُ دَخَلَ دَارَ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ، فَإِذَا قَوْمٌ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - أَنْ تُصَبَّرَ الْبَهَائِمِ " [متفق عليه].
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: " لاَ تَتَّخِذُوا شَيْئاً فِيهِ الرُّوحُ غَرَضاً " [أخرجه الجماعة إلاَّ البخاري].
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَنِ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْبَهَائِمِ " [أخرجه أبو داود والترمذي].
وعن جابر - رضي الله عنه - قال: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَنْ ضَرْبِ الْوَجْهِ وَعَنْ وَسْمِ الْوَجْهِ " [أخرجه مسلم].
وفي لفظ: " مُرَّ عَلَيْهِ بِحِمَارٍ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: " لَعَنَ اللَّهُ الَّذِي وَسَمَهُ " [أخرجه مسلم].
وفي لفظ: " مُرَّ عَلَيْهِ بِحِمَارٍ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: أَمَا بَلَغَكُمْ أَنِّي لَعَنْتُ مَنْ وَسَمَ الْبَهِيمَةَ فِي وَجْهِهَا، أَوْ ضَرَبَهَا فِي وَجْهِهَا؟ وَنَهَى عَنْ ذَلِكَ " [أخرجه أبو داود].
قال النووي: قال العلماء: صبر البهائم أن تحبس وهي حية لتقتل بالرمي ونحوه وهو معنى: لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً، أي لا تتخذوا الحيوان الحي غرضاً ترمون إليه كالغرض من الجلود وغيرها. وهذا النهي للتحريم، ويدل على ذلك ما ورد من لعن مَنْ فعل ذلك كما في حديث ابن عمرو لأن الأصل في تعذيب الحيوان وإتلاف نفسه وإضاعة المال التحريم.
وهذا شيء من رحمته - صلى الله عليه وسلم - بالحيوان والطير، فأين منظمات الرفق بالحيوان عما يحصل للحيوانات في أسبانيا وغيرها من دول الكفر، من تعذيب وقتل للحيوان وهو حي، كمصارعة الثيران، وضربها بالسيوف، والتحريش بين بعض الطيور للمضاربة كمصارعة الديوك وغيرها، واتخاذ بعض الحيوان والطير غرضاً للتنافس على الرمي وإطلاق الرصاص، أين منظمة الرفق بالحيوان، عن الصعق الكهربائي للحيوانات، وضربها بالهراوات على رأسها حتى الممات، وتعذيبها لإزهاق أرواحها، أم أن ذبح المسلمين للأضاحي، وتقربهم إلى الله بذبح الهدي في الحج هي الشغل الشاغل لمنظمات الرفق بالحيوان، فهذه شعيرة من شعائر الله، وسنة من سنن الأنبياء والمرسلين، ولن يتخلى عنها المسلمون طال الزمن أم قصر، رضي الكفار أم أزبدوا وأرعدوا، لأنها أمر من الله - جل وعلا - القائل في محكم التنزيل: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج 36، 37]، وقال - سبحانه -: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر2].

----------------------
ومن تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه ركب البعير والبغلة، ونام على الحصير حتى أثر في جسده الطاهر - صلى الله عليه وسلم -، وكان يداعب الأطفال ويسلم عليهم، ويقضي حاجة الفقراء ويسد خلتهم، ويتفقد أحوالهم بنفسه، وكان يمشي مع الجارية ليحقق لها مرادها مما تبتغيه من الناس من الحقوق وغيرها.
عن أنس أن رجلاً قال للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: يا سيدنا، وابن سيدنا، ويا خيرنا، وابن خيرنا، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: " يا أيُّها النَّاسُ قُولُوا بِقولِكُمْ، ولا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ، أنا محمدٌ بنُ عَبْدِ الله وَرَسُولُ الله، والله ما أحِبُّ أنْ تَرْفَعُوني فَوْقَ ما رَفَعَنِي الله - عز وجل - " [أخرجه أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم]، وفي الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنه - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره أي خشية اتخاذه مسجداً.
وفي الموطأ قوله - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
وفي المسند وغيره، أن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - لما رجع من الشام، سجد للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما هذا يا معاذ؟ فقال: يا رسول الله! رأيتهم في الشام يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، ويذكرون ذلك عن أنبيائهم، فقال: كذبوا يا معاذ! لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها، يا معاذ! أرأيت إن مررت بقبري أكنت ساجداً؟ قال: لا، قال: لا تفعل هذا "، أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
بل قد ثبت في الصحيح من حديث جابر - رضي الله عنه -: أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه قاعداً من مرض كان به، فصلوا قياماً، فأمرهم بالجلوس، وقال: " لا تعظموني كما تعظم الأعاجم بعضها بعضاً "، وقال: " من سره أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار ".
وعن أنَسٍ - رضي الله عنه - قال: " كان غُلامٌ يهوديٌّ يَخدُمُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فمَرِضَ، فأتاهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَعودُهُ، فقعَد عندَ رأسهِ فقال لهُ: أسلِمْ، فنظَرَ إلى أبيهِ وهوَ عندَهُ، فقال له: أطِعُ أبا القاسِم - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمَ، فخَرَجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: " الحمدُ للّهِ الذي أنقَذَهُ منَ النار " [أخرجه البخاري].
وفي صحيح البخارِيّ عن أسماء قالت: قَدِمتْ أمّي وهي مشركة في عهد قريش ومدّتهم إذ عاهدوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مع أبيها، فاستفتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن أمّي قَدِمت وهي راغبة أفأصِلُها؟ قال: «نعم صِليِ أمَّكِ». وروي أيضاً عن أسماء قالت: أتتني أميّ راغبة في عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فسألت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أأصلها؟ قال: «نعم». قال ابن عُيينة: فأنزل الله - عز وجل - فيها: {لا يَنْهَـاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَـاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة 8].
وهذا الحديث، وتلك الآية من أعظم المعجزات النبوية، والتحديات الربانية، على رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشفقته وتواضعه حتى للكفار، وعدم قتالهم إذا كانوا مسالمين غير مقاتلين، بل وإعطائهم من مال المسلمين إذا كانوا فقراء، هذا هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، قائد أعظم أمة في التأريخ، شيخ المجاهدين، لم يعرف التأريخ نبياً أرسى معالم المحبة، ونشر الألفة بين الناس مثل محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فلماذا يتبجح الغرب الكافر، بسبه - صلى الله عليه وسلم -، وتشويه صورته، وتعتيم حقيقته، وتضليل الرأي العام في بلدانهم عن اتِّباعه - صلى الله عليه وسلم -، بينما مدحه وأثنى عليه من هو خير منهم في قرون سبقت، وأزمنة مضت، فهو لا يغدر، ولا يسرق، ولا ينهب، ولا يغتال، ولا يأمر بذلك كله.
بينما الغرب الكافر اليوم يأسر المسلمين ويسجنهم ويعذبهم، دون أدنى تهمة توجه لهم، كما يحصل في سجون جوانتناموا، وفي سجون الكفار، فأي رحمة هذه، وأي حقد وغل على المسلمين هذا ؟ قال - تعالى -: " قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " [آل عمران 119].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بَعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خيلاً قِبلَ نجدٍ، فجاءت برجل من بني حنيفةَ يقال له ثُمامة بن أُثال، فرَبطوهُ بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما عندَك يا ثمامة؟ فقال: عندي خيرٌ يا محمدُ، إن تَقتلني تَقتلْ ذا دم، وإن تُنعِم تنعم على شاكر، وإن كُنْتَ تريدُ المالَ فسلْ منه ما شئتَ. فتُرِكَ حتى كان الغَد ثم قال لهُ: ما عندَك يا ثمامة؟ فقال: ما قلتُ لك: إن تُنعِم تنعم على شاكر. فتركه حتى كان بعدَ الغدِ فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك. فقال: أطلقوا ثمامة. فانطلَقَ إلى نخلٍ قريبٍ من المسجدِ فاغتسلَ، ثم دخل المسجدَ فقال: أشهد أن لا إلهَ إلاّ الله، وأشهد أنَّ محمداً رسول الله. يا محمد، واللَّهِ ما كان على الأرض وجهٌ أبغضَ إليَّ من وَجهك، فقد أصبحَ وَجهكَ أحبَّ الوجوهِ إليّ. واللَّهِ ما كان من دِينٍ أبغضَ إليَّ من دِينك، فأصبح دينك أحبَّ الدِّين إليَّ. واللَّهِ ما كان من بلد أبغضَ إليَّ من بلدك، فأصبحَ بلدكَ أحبَّ البلاد إليّ. وإن خَيلَكَ أخذتني، وأنا أُريد العمرةَ، فماذا ترى؟ فبشَّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمَرَه أن يَعتمر. فلما قدِمَ مكة قال له قائل: صَبوت؟ قال: لا والله، ولكن أسلمت مع محمد رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ولا واللَّهِ لا يأتيكم من اليمامَةِ حَبةُ حِنطة حتى يأذَن فيها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - " [متفق عليه]، فهذا أسير كافر، لكن لما لم يكن من أهل الحرب، أكرمه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمر بإطعامه، فلما كان اليوم الثالث أسلم طواعية، لما رآه من حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وطيب معاملته، وتواضعه مع المسلم والكافر.
وهذا غيض من فيض من تواضعه الجم - صلى الله عليه وسلم -.
فأين دول الكفر، عن تواضعه - صلى الله عليه وسلم - للمسلم والكافر، وهي تقتل الناس معصومي الدماء، وتنتهك الأعراض، وتعتدي على المقدرات، ولا ترضخ لقوانين الأمم المتحدة، ولا لمجلس الأمن، وتدعي الديمقراطية والتحررية، وهي أبعد ما تكون عن ذلك، ثم تأتي عبر صحفها بتزوير الوثائق، وقلب الحقائق، وتشويه صورة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتصويره على أنه إرهابي، ويدعو إلى قتل الأبرياء، وتعذيب السجناء، وهو - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن الانتقام ممن أساء إليه، وعفى عنهم وصفح ورحم وتجاوز، فأفيقوا أيها الناس، أيها البشر، في كل بقعة من بقاع العالم، فقد جاءكم النذير عن صدق محمد - صلى الله عليه وسلم -، فما عليكم إلا أن تقرءوا سيرته، لتعرفوا حقيقته الناصعة البياض، فهو أرحم بالناس من أنفسهم.

----------------------
أيها المسلمون في كل مكان، لقد تكالبت علينا دول الكفر، وتداعت علينا الأمم، فلنصحو ولنستيقظ فقد سمع لنومنا شخير، ولنفسنا زفير، لقد أصابتنا التخمة من كثرة الأكل، والكسل من كثرة النوم، فها قد حان الأوان لنفيق من نومنا، ونستيقظ من رقدتنا، لندافع عن ديننا، ونناضل عن نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وألا يكون حب الدنيا هو كل شيء في حياتنا، فوالله ما انتصر الإسلام في أوج عصره، وبداية صدره، إلا برجال باعوا الدنيا، وطلقوها طلاقاً بائناً لا رجعة فيه، هناك ترأسوا الكرة الأرضة شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، ونحن اليوم أهمتنا الأسهم والسندات، والاشتراك في البنوك والشركات، وشراء العقار وبناء المنازل، تركنا تعلم الدين، وركنا إلى الدنيا، فأخذت لب قلوبنا، وزهرة حياتنا، فحان الأوان لنقف صفاً واحداً، ويداً واحدة، عن حياض الدين منافحين، وعن نبيه - صلى الله عليه وسلم - مدافعين، وإلا فقد صدق فينا حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يوشك الأمم أن تَداعَى عليكم، كما تَداعى الأكلةُ إِلى قصعتها "، فقال قائل: ومن قلةٍ نحن يومئذ؟ قال: " بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غُثاء كغثاءِ السَّيل، ولينزعنَّ الله من صدورِ عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوَهن "، قال قائل: يا رسول الله! وما الوهن؟ قال: " حبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموت " [أخرجه أبو داود وغيره وصحح الألباني في صحيح الجامع برقم 958].
فأين الهمم، أم ماتت العزائم والشيم؟ أروا الله من أنفسكم خيراً، واعملوا صالحاً، فقد اقتحم العدو بلدانكم، وخرب دياركم، فما أنتم فاعلون؟
ووالله لولا ضعف الهمة، وقلة العزيمة، لما تجرأ كفار الدنمارك وغيرهم على سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا وجهوا له التهم، وألصقوا به الجرائم، ولكن ضعف القلوب، وجبن النفوس، التي جبنت عن الدفاع عن نبيها - صلى الله عليه وسلم -، والاتكالية البحتة، وعدم معرفة فضله - صلى الله عليه وسلم - على أمته، وحقه على متبعيه وما جاء به، كل ذلك صب في خزانة اللامبالاة، وعدم الشعور بالواجب تجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقوموا بواجبكم نحو نبيكم، واحذروا سخط الله عليكم، وإنزال عقابه بكم.

----------------------
لقد أجلب الكفار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيلهم ورجلهم، يسومونه سوء التشويه، ويصفونه - صلى الله عليه وسلم - بكل شائنة، يحاولون تنفير الناس منه، وإبعادهم عنه، فأين الدفاع عن نبي الرحمة والهدى، أين الدفاع عمن أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، ومن العمى إلى الهدى، ومن طمس البصيرة، إلى نور السريرة، فهيا بنا يا أمة المليار مسلم ويزيدون، فكلٌ منا على ثغر، فلننكر ذلك التعدي على الحبيب المصطفى، ولتتمعر الوجوه، ويعلوها القتر، فقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، من بجاحة الكفار، بالاستهتار بسيد الأخيار، صادق الأخبار، - صلى الله عليه وسلم -، فلقد أخذ علينا الميثاق في ذلك، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " لاَ يُؤمِنُ أَحَدَكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [أخرجه مسلم]، وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجدَ حَلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأَن يُحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكرَهُ أَن يعودَ في الكفر كما يكرهَ أن يُقذَفَ في النار " [أخرجه البخاري].
فلنكن مثل فاروق الأمة، عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، عندما قال عبدَ اللّه بن هشام: " كُنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذٌ بيد عمرَ بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسولَ اللّه، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " لا والذي نفسي بيده، حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك "، فقال له عمر: فإنه الآن واللّهِ لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " الآنَ يا عمرُ " [أخرجه البخاري].
فانشروا ما صح من أقوال الرسول الكريم، أظهروا حسن سيرته العطرة، وطيب نفسه الطاهرة، بين أهليكم، وفي مساجدكم، ومقر أعمالكم، بينوا الخطر الداهم الذي دهم الأمة، وأصابها في نبيها - صلى الله عليه وسلم -، لما تعرض للسب والشتم والوقيعة في عرضه ونفسه ممن شنوا عليه حرباً لا هوادة فيها، فارموهم بسهام لا رحمة فيها، اقذفوا الأعداء بحمم من نار، وصبوا عليهم الحميم الحار، على الكفار الدنمركيين، فقد تجرأت هذه الدولة الكافرة، وعبر صحفها وكتابها، ووسائل إعلامها، على انتقاص النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلتقاطع هذه الدولة الكافرة الفاجرة، زيارة وسياسة وتجارة، ويجب على المسلم أن لا يكون له بها أية صلة، إلا صلة السيف والقتل والدمار، والانتقام للنبي المختار، كما يجب مقاطعة منتجات هذه الدولة مقاطعة تامة، حتى لو اعتذرت وعادت للحق، فمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا توبة له، وهو كافر زنديق، مهدور الدم، لا حرمة لنفسه، ولا عصمة لروحه.
وهذه دعوة صادقة لكل الصحف، وأجهزة التلفزة، بل كل وسائل الإعلام في بلاد الإسلام، دعوة للاستنفار للدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بكل ما أوتيتم من قوة في الصدع بالحق وإظهاره، والذود عنه وبيانه، فأنتم أعظم شأناً وانتشاراً، وأكثر أمانة وحرية، فقد أنيطت بكم أمانة الكلمة، والدفاع عن دينكم، فالمسؤولية اليوم مسؤوليتكم، بنشر كل صحيح عن نبي الهدى والرحمة، ودفع العلماء وطلبة العلم للكتابة لكم عن هذا الموضوع المهم والخطير، لتنشروه عبر الصحافة والأثير، وجميع الفضائيات، وتوعية الجاليات المسلمة في بلاد الكفر، بإظهار حقيقة النبي - صلى الله عليه وسلم - البيضاء النقية، وإزالة الغشاوة عن سنته الصحيحة، وسيرته الطيبة، فأنتم على ثغر، فالله الله أيها الصحفيون، ورؤساء التحرير، في بلاد الإسلام، أنشدكم الله إلا وقفتم سداً منيعاً في وجه أعداء الله، وأعداء رسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم -، شدوا عليهم الوطأة، وأقيموا عليهم الحجة، فيما افتروه بحقه - صلى الله عليه وسلم - من الأكاذيب، والاختلاقات الباطلة، والرسوم المهينة لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وأنتم أيها الشعراء الأفذاذ، كونوا كحسان بن ثابت شاعر الإسلام الأول، الذي صدع بالحق، وذم الكفار وثبط هممهم، وكسر شوكتهم، وأعلى راية الإسلام، فأيده الله بجبريل - عليه السلام -، عنِ البَراءِ - رضي الله عنه - قال: " قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لحسّانَ: " اهْجُهُمْ ـ أو هاجِهِم ـ وجبريل معك " [متفق عليه]، وعن عَائِشَةُ - رضي الله عنها - قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لِحَسَّانٍ: " إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لاَ يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ، مَا نَافَحْتَ عَنِ اللّهِ وَرَسُولِهِ " [أخرجه مسلم].
وأنتم أيها الخطباء، يا من أخذتم من معين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستقيتم من خطبه، وشربتم من حوض سيرته وسنته، فلا قول يقبل منكم على منابركم إلا بدليل وقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤيد ما تقولون، ويصدق ما تتفوهون، فانصروا رسولكم - صلى الله عليه وسلم -، واحموا عرضه، وذبوا عنه.
وأنتم أيها المسلمون في كل مكان، دافعوا عن نبيكم وحبيبكم وخليلكم - صلى الله عليه وسلم -، فقد أهانه الأعداء، ووسموه بالقبائح، واتهموه بالنقائص، وألحقوا به المعائب، ووصفوه بالمثالب، فجاء اليوم الذي تبينون فيه حبكم لرسولكم وقدوتكم ومثلكم الأعلى والأسمى، ليميز الله الخبيث من الطيب.

----------------------
أيها المسلمون، يا أمة المليار مسلم: أظهروا للكفار الغضب والزمجرة، أقيموا المسيرات السلمية التي تبين مدى غيظكم على عدوكم، عندما انتهك حرمة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، فليكن الحديث في كل ضيافة وزيارة موصولاً للدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما يحيكه الأعداء لنبي الأمة.
وأنتم أيها الأئمة في مساجدكم عليكم معول كبير، وأمل منقطع النظير، فأنتم أولى الناس بالدفاع عنه - صلى الله عليه وسلم -، لأنه إمام الأئمة، وقدوتهم وأسوتهم الحسنة، فيجب عليكم أن تبنوا للناس أبعاد القضية، وانعكاسات الجريمة النكراء، حتى يأخذ الناس حذرهم من الأعداء، ويقاطعون منتجاتهم، وصناعاتهم، ليبوءوا بالخسارة الفادحة اقتصادياً ومادياً.
ويجب على الحكام والرؤساء الوقوف في وجه تيار الكفر المناهض للإسلام وأهله، وألا يجد الكفار منهم وجهاً حسناً، أو رضاً بما صنعوا، بل يجب عليهم الدفاع عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وهو الحاكم الأول لدولة الإسلام، ومؤسسها ومنشؤها، وهو الذي بين لهم سبيل النجاة من النار، والطريق إلى الجنة والنجاة من عذاب الله - تعالى -، فواجب عليهم أن يقوموا بحقه - صلى الله عليه وسلم - عليهم، من الذب عنه، والدفاع عن سنته، ولو حصل قتال أو مقاطعة، أو سحب للسفراء، فلا يخادعوا الله فيقولون خلاف ما يفعلون، فهو المقت من الله - تعالى -، قال - سبحانه -: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ " [الصف 2، 3].
وأوصي جميع المسلمين أن يحذروا كل الحذر من أن يتعرضوا لأي نبي من أنبياء الله - تعالى -بالاستهزاء أو الازدراء، أو السب أو الشتم أو الانتقاص، مقابل سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمن فعل ذلك بأنبياء الله، فهو كافر مرتد، يجب قتله، فهم ونبينا محمد صلى الله وسلم عليه وعليهم سواء، وهذا إجماع بين العلماء قاطبة، بل تعرضوا لدولهم الكافرة، وما هم عليه من الضلال والفساد والانحلال و الكذب والافتراء.
فلعنة الله على الكافرين، الذين أعلنوا الحرب على المسلمين، في سب نبيهم - صلى الله عليه وسلم - سيد المرسلين، ما تركوا من طريقة إلا واتبعوها، ولا وسيلة إلا استخدموها، للنيل من النبي - صلى الله عليه وسلم -، صوروه بصور لا تليق، وشبهوه بأوصاف لا تطاق، فعليهم لعائن الله المتتابعة، وأنزل بهم بأسه ورجزه الذي لا يرد عن القوم الكافرين، اللهم شل أركانهم، وأيبس أطرافهم، وكسر أقلامهم، وأخرس ألسنتهم، وأعم أبصارهم، وصم آذانهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، وشدة بأسك، يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرض، اللهم نكس رؤوسهم، واجعل الخوف لباسهم، اللهم لا تقم لهم في الأرض، واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية، اللهم سلط عليهم الكوارث المدمرة، والأعاصير المهلكة، اللهم أهلكهم بالزلال والبراكين والفيضانات، اللهم سلط عليهم الأمراض المستعصية، والأوبئة المضنية، اللهم أرسل عليهم الطوفان والجراد والقمل وأهلك زروعهم ومحاصيلهم، اللهم عليك برؤسائهم وكتابهم وصحافتهم، اللهم أرنا فيهم يوماً أسوداً، كيوم فرعون وهامان وقارون، إن سميع مجيب الدعوات، الله لا تردنا خائبين، يا رب العالمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدفاع عن الحبيب صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الاسلامي :: الاحاديث النبوية الشريفة-
انتقل الى: